بسم الله الرحمن الرحيم
الجاثوم هو أحد اضطرابات النوم التي تحظى باهتمام كثير من الأشخاص , بسبب غرابته وبسبب التفسيرات الخيالية ( الميتافيزيقية ) له ..
وعلى الرغم من كثرة واختلاف التفسيرات لهذه الظاهرة بين الأديان والثقافات حول العالم , إلا أنها تتشابه في مدى بعيد في أن الجاثوم هو كائن غير مادّي ( يجثم ) على صدر النائم ويمنعه من الحركة .. ومن هذا التفسير اكتسب الجاثوم اسمه ..
الجاثوم بتعريف بسيط, هو عدم القدرة على تحريك الجسم أثناء النوم مع وجود كامل الوعي.
أما أعراضه, فيمكن تلخيصها بالآتي :
عدم القدرة على تحريك عضلات الجسم الإرادية.
قد توجد بعض الهلوسات المرعبة.
السبب العلمي للجاثوم, هو ( ببساطة ) :
خلق الله سبحانه وتعالى آلية في جسم الإنسان يسميها العلماء ( ارتخاء العضلات ) , حيث ترتخي جميع عضلات الجسم لكي تحمي الإنسان من تنفيذ أحلامه على أرض الواقع.
فلو حلمت أنك تركض مثلاً , هذه الآلية تمنع الإنسان من النهوض عن سريره والركض.
تحصل أحياناً حالات يستيقظ فيها الوعي لدى النائم , ولكن العضلات تبقى مرخية ضمن الآلية التي تحدثنا عنها .
بسبب وجود الوعي وارتخاء العضلات , يعجز الإنسان عن تحريك عضلاته الإرادية حتى لو أراد ذلك , فيشعر كأن ( كائناً ما ) يجثم على صدره ويمنعه من الحركة.
ولأن الجاثوم يحدث في المرحلة الرابعة من مراحل النوم التي تبدأ الأحلام والكوابيس فيها , قد يستيقظ وعي الإنسان وهو في طور الحلم أو الكابوس, فيستمر هذا الحلم حتى وهو مستيقظ , وهذا هو تفسير وجود الهلوسات أحياناً في حالة الجاثوم.
الجاثوم يستمر عدة ثوان وربما دقائق , وسرعان ما ينتهي عندما يكون هناك منبّه خارجي ( مثل الضوضاء أو أن يلمس شخص ما جسم المصاب بالجاثوم ) ..
هل الجاثوم خطير ؟
على الرغم من أن المريض يعاني من حالة خوف شديد أثناء الجاثوم, ربما يشعر أن ساعة الموت قد اقتربت خاصة وأن لسانه يعجز عن الكلام ( أو التشهد ) , وربما يعتقد البعض الآخر أن جنياً يجثم على صدره , إلا أن هذه الأفكار تبقى اعتقادات خاطئة تتوارثها جميع المجتمعات والثقافات.
لقد أثبتت الدراسات أن أجهزة الجسم في حالة الجاثوم تبقى سليمة ولا تعاني أي مشاكل, فالتنفس ومستوى الأكسجين في الدم مثلاً يبقيان في حالتهما الطبيعية, ولم يتم رصد أي حالة وفاة بسبب الجاثوم.
أسباب الجاثوم :
يذكر العلماء عدة أسباب للجاثوم , أهمها :
القلق.
السهر وقلة النوم.
النوم المصاحب للإرهاق الشديد ( ربما بسبب السهر أيضاً أو بسبب الأعمال الشاقة ).
النوم على الظهر.
النوم القهري ( أحد اضطرابات النوم التي تهاجم الإنسان فجأة فلا يستطيع مقاومة النعاس ).
العلاج :
بعض الطرق التي قد تمنع حدوث الجاثوم هي :
النوم المبكر.
النوم بقدر كافي.
النوم على أحد الجنبين.
ممارسة الرياضة.
نتمنى لكم دوام الصحة والعافية